الخميس، 4 مايو 2017

الخروب

يعرف الخروب بأنه طعام الفقراء وعلف الحيوانات وطعام المجاعات والأزمات، وأن الناس يلجأون إليه فقط عندما يعز عليهم الطعام الآخر، وقد ربط النبي سليمان (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين الخراب. و«دبس الخروب» من أطيب أنواع الدبس وأكثفها وأرخصها. وعادة ما يسعد الأطفال بشراء قرونه البنية الجافة وقضمها خلال أوقات الفراغ والأعياد والمناسبات الدينية، مثل الصوم الكبير والأعياد اليهودية. مهما يكن، فإن الخروب معلم من معالم طعام العالم القديم، وله احترامه الكبير لدى الفلاحين وأهل الريف منذ قديم الزمان.

يعود أصل كلمة «خروب» الإنجليزية «carob»، إلى الفرنسية الحديثة «carobe»، وهذه بدورها مأخوذة من اللاتينية «carrubia»، المأخوذة عن العربية «خروب»، (يقول البعض إنها تعني «قرن فول الجراد»؛ حسب (قاموس أكسفورد)».

ويعتقد أن الكلمة العربية أو الاسم العربي للخروب مأخوذ من اسم اللغة الأكادية «kharubu»، أو من اسم اللغة الآرامية «kharubha» القريب من الاسم العبري «harubh». إلا أن الاسم العلمي للخروب وهو «سيراتونيا سيليكوا» Ceratonia siliqua، مأخوذ من اليونانية القديمة «kerátiοn κεράτιον»، و«سيراتيون» مأخوذة من «كيراس» (keras κέρας) التي تعني «قرن». 

شجرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 15 متراً ويمكن أن تعمر من 200- 300 سنة، وهي ثنائية الجنس وثنائية المسكن توجد فيها الأزهار الذكرية والأنثوية على الشجرة نفسها. وتعمر الشجرة طويلا وهي مقاومة للرعي والقطع والحرائق.
ثمار شجرة الخروب عبارة عن قرون عريضة يتباين طولها في الشجرة الواحدة وقد يصل طولها إلى 30 سم. تنضج الثمار في شهري تموز وآب (في السنة التالية أي بعد سنة من الإزهار) حيث يتحول لون القرن إلى البني عند النضج، وفي بعض بلدان العالم تطحن وتستخدم دقيقا في عمل الخبز كما تستخدم علفا للحيوانات خاصة الخيول.

الخروب في الوجدان الفلسطيني

وجد الخروب واستخدم في فلسطين منذ أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد منذ عهد الكنعانيين.

يقال في المثل الشعبي: "زي قرن الخروب لا ببينعض ولا بينمضغ" و "أنت زي قرن الخروب". أي كل ما طال عمر (من يضرب فيه المثل) اسود وجهه وانحنى ظهره".

كان العرب يسمون بذور الخروب (عيون الديكة) لأنها صلبة جدا، مبططة لونها بني، ويقال أنها في الأصل لوزن القيراط المستعمل في وزن الأحجار الكريمة كالماس وهي تساوي 0.2 غرام للحبة أي قيراط، واستخدمها الكنعانيون قديما في فلسطين كأداة للوزن وربما للعدد حيث اكتشفت جرار بذور الخروب في جلجوليا وكفر ثلث ومن أشهر الأماكن التي تهتم بزراعة الخروب قرى عزون وكفر ثلث والكفريات، وتنتج بلدة كفر ثلث لوحدها ما يزيد عن 200 طن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق